البقية فى حياتك.. بتحسى بإيه لما بتسمعى الكلمة ديه؟؟ بتريحك و لا بتتعبك أكتر؟؟ بتحسى ان انت لسة عندك حياة؟؟ و هو هيكون لسة لكى بقية؟؟ و ايه اللى هيتبقَى معاكى و فى حياتك؟؟

مريتى بتجربة فقد سببت لك ألم شديد.. ألم مخليكى مش عارفة تعيشى.. أو حتى رافضة تعيشى؟
فقدتى .. حد بالنسبة لك.. مش أى حد.. حد كنتى بتستغنى بيه عن أى حد؟
إحساس الوحدة .. بقى هو الشعور المسيطر و الملازم ليكى… والذى يُعجزك عن الحياة ؟
لسة مش قادرة تستوعبى هذا الفقد… و عقلك لسة رافض وواقف.. حياتك اتعمل لها Freeze/ Pause و وقفت عند اللحظة اللى قبل الفقد؟
حاسة ان جسمك بيترجم هذا الرفض… و بيحتج بطريقته… و عمل عصيان و إضراب… و مبقاش شغال زى الأول… و ربما انهارت بعض وظائفه؟
مُخك مبقاش معاكى… و هرب من العالم ده اللى مبقاش فيه الحبيب الغالى… راح إلى عالم الولا حاجة… أو قعد يرسم أسوأ السيناريوهات و المواقف المؤلمة المنتظرة… بعد هذا الفقد؟
حاسة انك مش هتقدرى تواجهى الحياة لوحدك.. عشان متعودتيش فمش هتعرفى؟؟

حاسة ان اللى بيربطك بمن فقدتى هو فقط شعور الحزن… و روح الحداد؟
حاسة انك لو الحياة مشييت بيكى… يبقى دى خيانة لمن أحببتى و فقدتى… يبقى انت لم توفى هذا الشخص حقه… و جايز تشُكى فى ان حُبك ده كان حب صادق؟

..وعشان دى مرحلة كل ما بنطول فيها أكتر.. بنتعب أكتر و أكتر
كان لازم يكون فيه خطة تخليكى تخرجى من الألم إلى الأمل

.من الألم اللى بيضعف و يكسَر.. إلى الأمل اللى بيقوى و يدى طعم و معنى للحياة

عشان محدش فينا بيعرف يتحمل الألم.. و عشان هو شعور صعب أوى تعيشى بيه.. مهما داريتى و مهما خبيتى.. ومهما حاولتى تتناسى.. لحد ما انت شخصياً تصدقى نفسك… و تفتكرى انك تمام و زى الفل و أنك تخطيتى الألم .. بس الحقيقة.. ان إحنا مش بنعرف نضحك على نفسنا كتير.. و المستخبى بيبان.. فى أوقات مش متوقعة.. و بطريقة مش مفهومة.. و لو فضلنا رافضين.. و عاملنا مشاعرنا بتجاهل.. جسمنا هو اللى هيفوقنا.. لإن تعب الجسد هو بس.. اللى بنوافق نتعامل معاه.. بنوافق نعلن عن وجوده.. و بنصر على مٌعالجة أسبابه و التعامل معها.

لما بنفقد حد كان محور حياتنا.. اللى بتلف حوله و اللى مسبب لها الإتزان و الإكتفاء و الأمان فى الدنيا.. طبيعى ان أول ما المحور ده يرحل.. يرحل معه الإستقرار و الأمان.. و نشعر بالفراغ و النقص فى كل الأماكن و الأدوار التى كان يُشغلها فى حياتنا.

ترجمة كل هذه المشاعر.. هو شبح الوحدة.. الذى يظل يطاردنا بعد الفقد.. لإننا بنكتشف اننا لم نفقد فقط الشخص العزيز علينا.. و لكننا نفقد معاه معانى كثيرة.. تظهر فى أوجه مختلفة تكشف لنا عن نفسها يوماً بعد يوم.. لشخص لن يكرره الزمان.. شخص.. كلما توقعنا من غيره ان يلعب دوره.. كان نصيبنا فقط هو الخزلان.. الذى يؤكد علينا توصيل نفس الرسالة التى تمنينا ان تضل طريقها إلينا: “بقيتى وحيدة”.

هتلاقونى عارفاها كويس.. عشان ديه تجربتى اللى مريت بيها.. بنفسى.. و عشتها.. و مررت بتفاصيلها.. و جربت كل هذه المشاعر.. و كمان درستها و قرأتها فى كثير من الكتب لأكبر الكُتَاب الذين كتبوا فى هذه المواضيع.. بقرأ فى هذه المواضيع من 2002 و كان يسيق ذلك بكثير.. شغفى بالنفس البشرية.. و المشاعر التى تكمن بها و المؤثرات عليها.

أحكيلكوا عن تجربتى مع الفقد.. ما تستطيعوا له قوة..

…أمى… غالباً… مش لازم أوصف العلاقة… و لا أقول كانت عاملة إزاى… هى أمى و كفى… و كنت بها أكتفى

ليه مش لازم أوصف العلاقة؟؟ عشان علاقة الأم بأولادها.. علاقة خاصة و مميزة و فريدة.. بأختلاف الأمهات و الأولاد.. كلنا بنشوف أمنا أحسن أم… و بيكون عندنا أسبابنا.. و بيكون عندنا تفاصيلنا و قصصنا.. اللى عشناها مع بعض.. لحد ما فجأة بنكون مش “مع بعض”..

فجأة بدأت اسمع كلمات.. مش مستوعبة انى بسمعها عن أغلى الناس: “المرحومة/ الله يرحمها..” كنت مش مستوعبة.. انتم بتتكلموا عن أمى؟!!! و أكتر كلمة كنت بكرهها و برفض حتى سماعها “ماتت“.. كنت بحسها كلمة قاسية أوى.. و مخى بيقول “لو سمحتوا.. بطلوا تقولوا كدة على أمى”.

أمى المدرسة التى تعلمت فيها كثيراً.. و حتى رحيلها.. فضل يعلمنى.. و علِم عليا زى ما بيقولوا. يوم على يوم و الإحساس بالفقد مش عارف يقل.. بل بيزيد.. حالة رفض استمرت لأكتر من 10 سنين.. 10 سنين و عارفة انها مش حواليا.. بس مخى مش عارف و رافض يستوعب.
فقدها.. اتعلمت منه كتير.. و اتخبطت دماغى فى الحيطة بسببه كتير.. عشان كنت مش فاهمة حاجة.. كان عندى 16 سنة.. كنت قبل إمتحانات ثانوية عامة ب 3 أسابيع.. طبعاً.. ساعتها مكنش عندى أى حافز للمذاكرة.. و كنت عمالة أقول.. ما خلاص.. هذاكر عشان مين.. و لما أنجح هفرح مع مين.. و هفَّرح مين.. خلاص.. انا لا عايزة أذاكر.. و لا يهمنى أنجح.. و كنت فى حالة لا مبالاة كاملة..

لغاية ما أختى عملتلى زى إعادة توجيه كدة.. للحزن الشديد اللى كنت حاسة بيه.. لما كنت بقول انى مش عايزة أذاكر.. قالت لى “انتى كدة.. هتبقى بتضيعى تعبها هى معاكى.. طول السنين اللى فاتت ديه.. و بتبوظى الزرعة بتاعتها”.. لما لاقيت انى هدخل الإمتحان و هاجى على نفسى عشانها.. دخلت.. و نجحت.. و سبحان الله.. غالباً ببركة دُعائها.. دخلت الكلية.. اللى انا و هى كنا متفقين عليها.

بس من الوقت ده.. و لغاية 10 سنين قدام.. لسة مُخى كان بيحاول يستوعب فكرة انها مبقتش فى الدنيا.. و انها رحلت عنها.

ال 10 سنين دول.. قربت فيهم من والدى أوى.. عشان “هو اللى فاضل لى”.. و انتقل محور حياتى أوتوماتيكياً عليه.. و على تخرجى كدة.. كان عدى 4 سنين كمان على وفاة أمى.. و اللى أبى.. صاحبنا أوى فيهم.. و قربلنا كثير.. كان بيحاول يملأ الفراغ الذى تركته أمى.. و الذى أدى الى حب و تعلق مُضاعفين..

بعد تخرجى.. كان قليل أوى.. انى اسيبه و أخرج.. عشان هو كان بيقول ان هو “بيستثمر” فى أبنائه.. فكنت حاسة انه لازم يلاقى نتيجة ترضيه.. كما أرضانا دوماً.. فكنا بنعمل مع بعض كل حاجة.. و بنتكلم مع بعض فى كل حاجة…

و جه الوقت اللى أمتحن فيه.. فى الدرس اللى اتعلمته و فضلت أتعلمه لمدة 10 سنين.. و أراد الله ان ينتقل أبى إلى جواره..

لم يكن الموضوع أقل إلاما أبداً.. الفرق الوحيد.. انى استوعبت الموضوع أسرع.. الدرس اللى ثبت معايا.. كان انه ده بيحصل.. بيفضل دايما “متى”.. و “كيف”.. متغييران.. و يبقى الفقد هو الثابت الوحيد

و لإنى لم أكتفى بالتعلم.. و عشان الحياة.. مش هقول – أثقلت عليا- هقول أثقلتنى بتجاربها و إختبارتها.. اللى كانت الصراحة.. فوق مستوى الطالب المتوسط.. اتولدت فكرة- الورشة ديه Pain to Power®.. اللى عارفة يقيناً قيمتها.. لمن فقد أحب الناس إليه فى الدنيا

هكون بتكلم فى الورشة ديه عن علم يقين و عن تجربة حقيقية.. أضاف لهم فيما بعد الكثير من العلم و القرائات.. اللى خلونى أفهم نفسى فى الفترات ديه كنت عاملة إزاى.. و تؤكد لى انه الحاجات اللى ساعدتنى.. مكنتش صُدفة..
فقررت انه اللى انا اتكعبلت فيه كتير.. و اتعلمته The Hard Way أوصله لأى واحدة بتمر بنفس التجربة.. أو يمكن لكل واحدة.. لإنه ديه تجربة بنمر بيها كلنا.. فى مننا اللى عدت و لسة مش عارفة تخرج.. تعدى السنين.. و يبقى الألم.. و تنهش بنا الوحدة… و إحساس انك موجودة فى الدنيا كمالة عدد.. بتعدى النفس للحظة الرحيل.. عشان تخلصى الواقع اللى مش عارفة تعيشيه.

جاية دلوقتى أشاركه مع كل من فقدت أغلى من رُزقت به و بحبه.. من عزيز و غالى.. من قريب.. أو صديق.. شكَّلها وجوده.. و عصف فقده بحياتها.

طيب.. انت هتحضرى الورشة ديه ليه؟ و هتتعلمى منها إيه؟؟

فى نظام Pain to Power®اللى هيأخدك من نقطة الألم.. و يرجعك لنقطة القوة

هتفهمى يعنى ايه فقد؟ و إزاى تقدرى تتعاملى مع الشعور بالوحدة الذى تشعرى بيه من بعده؟
هتعرفى طُرق تخليكى تعبرى عن اللى حاسة بيه… و المشاعر اللى جواكى.. تعبرى للى حواليكى.. أو حتى بس لنفسك.
هتتعلمى ترجعى تعيشى تانى من غير ما يكون الشخص ده موجود معاكى.. و تعملى ايه مع الفراغ اللى سابه رحيل هذا الشخص.. واللى سبب خلل فى حياتك.
هتتعلمى ترسمى العلاقة بشكلها الجديد.. هتتعلمى ان بقاء العلاقة.. و حفط من رحل عن الدنيا فى قلبك هو قرارك.. و هتتعلمى إزاى تنفذيه.
آخر نقطة.. و هى محطة الوصول.. لخط الحياة مرة أخرى.. الحياة الجديدة.. و لنقطة الأمل اللى تقدرى بعد كدة تواجهى حياة فيها: التغيير هو الثابت الوحيد.